في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، اعترفت فرقة ملبورن السمفونية (MSO) بأنها ارتكبت خطأ عندما قررت إلغاء حفل لعازف البيانو الأسترالي الشهير جيسون جيلهام، وذلك بعد أن قدم مقطوعة موسيقية أهدى خلالها الأداء للصحفيين الذين فقدوا حياتهم في غزة. هذا الإلغاء جاء بعد أن أعرب جيلهام عن دعمه العلني لهؤلاء الصحفيين، قائلاً إنهم يُقتلون "لمنع توثيق جرائم الحرب".
الحدث الذي كان مقرراً إقامته في قاعة ملبورن تاون هول يوم الخميس، تم إلغاؤه بسبب ما وصفته الفرقة بـ"مخاوف أمنية". وقد بررت إدارة الفرقة هذا القرار بقولها إن المنصة الموسيقية ليست المكان المناسب للتعليقات السياسية، رغم اعترافها بالخطأ الذي ارتكبته بحق الفنان.
LISTEN TO
تعلم الإنجليزية -الحلقة 68: كيف تتحدث عن الأخبار
SBS Arabic
16/08/202416:40
"جيلهام، الذي أدّى الأحد الماضي مقطوعة "الشاهد" للمؤلف الأسترالي كونور دي نيتو، خصص هذا الأداء للصحفيين في غزة، مُشيراً إلى أن قتلهم يعد جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، مضيفاً أن كلمة "شاهد" في العربية تعني أيضاً "شهيد". هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، إذ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية، وأدى إلى إبعاده عن الأداء وإلغاء الحفل بالكامل.
وقد أوضحت الفرقة في بيان لها أن قرار الإلغاء جاء بناءً على نصائح أمنية مستقلة، مؤكدة أن الحفل سيتم إعادة جدولته في وقت لاحق. كما أكدت MSO على احترامها للمشاعر القوية التي أثارتها هذه القضية بين جميع الأطراف المعنية، مشيدة في الوقت نفسه بتفاني والتزام موسيقييها وموظفيها في هذه الفترة الصعبة.
تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط توترات متصاعدة، بعد أن بدأت المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقد أسفرت هذه المواجهات عن مقتل الآلاف، بما في ذلك عدد كبير من الصحفيين، ما دفع جيلهام إلى التعبير عن موقفه من خلال الموسيقى.
من الواضح أن قرار MSO بإلغاء الحفل قد فتح باباً واسعاً للنقاش حول حدود التعبير الفني في الأوقات السياسية العصيبة، وحول ما إذا كان من الممكن للفن أن يبقى محايداً في مثل هذه الظروف. وبينما تعترف الفرقة بخطأها، يظل السؤال قائماً حول الدور الذي يجب أن يلعبه الفنانون في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية، وكيف يمكن للمنصات الفنية أن تتعامل مع هذا التداخل المعقد بين السياسة والفن.