وقد حذر وزير الخزانة، جيم تشالمرز، المواطنين الأستراليين من مغبة السفر إلى لبنان، مشيرًا إلى مخاوف متزايدة من تصاعد النزاع الإقليمي، حيث شهد جنوب لبنان العديد من الانفجارات في الأيام القليلة الماضية، وتم تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي المستخدمة من قبل أفراد حزب الله بشكل متزامن، مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 3450 آخرين في موجتين من الانفجارات.
وأشار تشالمرز إلى أن هذه الأحداث تعكس "مشاهد ملحوظة" قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في لبنان، مع إمكانية أن يكون لها تداعيات أوسع على منطقة الشرق الأوسط. وصرح: "إنها تذكير للأستراليين بأن لا يسافروا إلى لبنان. لقد كنا نحذر من ذلك منذ فترة. إنه مكان خطير للزيارة".
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، على أهمية العودة الفورية، داعية الأستراليين إلى استغلال الرحلات التجارية المتاحة للعودة إلى الوطن. وقد تم تحديث تحذير الحكومة الأسترالية عبر منصة Smartraveller في 18 أيلول / سبتمبر، حيث نصحت المسافرين بـ"المغادرة على الفور".
توضح المنصة أن "الوضع الأمني يمكن أن يتدهور بسرعة في جميع أنحاء لبنان مع عدم وجود إشعار مسبق". ومع إلغاء العديد من شركات الطيران لرحلاتها أو تأجيلها، أوصت الحكومة الأسترالية المواطنين بأن يستقلوا أول رحلة متاحة وعدم الانتظار للرحلات المفضلة.
في سياق متصل، أدانت السيناتور في حزب الخضر، مهرين فاروقي، هذه الهجمات، واصفة إياها بـ"تصعيد مروع" للتوترات الإقليمية. وقالت: "الهجوم الوحشي الذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم طفل صغير، وجرح الآلاف في لبنان هو مثال صارخ على الحروب التي يتظاهر الناس ضدها".
بينما لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي بشأن الانفجارات، أفاد مصدر أمني لبناني رفيع المستوى بأن وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" كانت وراء الهجمات. وأشار المسؤول لوكالة رويترز إلى أن الموساد زرع المتفجرات داخل المراسلين المستوردة من حزب الله قبل عدة أشهر من الانفجارات.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، أن الجيش يعيد توزيع قواته وموارده شمالًا، حيث الحدود مع لبنان. تُعتبر أستراليا، إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من الدول الأخرى، حزب الله منظمة إرهابية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.