كشفت دراسة جديدة عن حجم الزيادات في الإيجارات خلال الأشهر الاثني عشرة الماضية، حيث تجاوزت نصف الزيادات في عقود الإيجار الحالية 10%، ولواحد من كل ستة مستأجرين تجاوزت الزيادة 25%.
لذلك يبدو أن أستراليا ستتحول من دولة مالكي منازل إلى دولة "مستأجرين إلى الأبد"، حيث يبدو أن لدى البعض أصبح امتلاك منزل مجرد حلم مستحيل.
إيما بيكر، الأستاذة والباحثة في معهد أبحاث الإسكان والحضر الأسترالي ((AHURI)) بجامعة أديلايد، تقول إن قطاع الإسكان في أستراليا يواجه تغييرًا كبيرا.
"يوجد العديد من الشباب الذين سيستأجرون مدى الحياة".
"لقد وصلنا إلى نقطة تحول حيث كنا ذات يوم أمة من أصحاب المساكن وكان الجميع يفترضون أنهم سيستأجرون لفترة بعد أن يغادروا منزل العائلة ثم يحصلون على قرض عقاري ويملكون منازلهم الخاصة".
كشفت بيانات جديدة أصدرها المعهد بعد مسح لأكثر من 22000 أسرة أن نصف الزيادات في الإيجار في الأشهر الاثني عشر الماضية كانت بأكثر من 10 في المائة، وأن واحدة من كل ستة كانت أكثر من 25 في المائة.
وفي الوقت نفسه، وجد التقرير أن 78 في المائة من المستأجرين ما زالوا يرغبون في شراء منزل، لكن 59 في المائة يعتقدون أنهم لن يتمكنوا من ذلك أبدًا.
ومن بين الأسباب أن زيادات الإيجار جعلت من الصعب على الناس توفير ما يكفي من المال لدفع مقدم شراء منزل.
تقول بيكر: "يعترف الجميع أن "فجوة المقدم" تمثل مشكلة حقيقية تمنع الناس من امتلاك منزل. لذا فإن الناس في بعض المدن الكبرى يجدون صعوبة متزايدة في توفير مقدم شراء منزل. ومع ذلك، فإن بعض المستأجرين يفكرون بشكل استراتيجي، فهم يشترون منزلاً في مكان يمكنهم فيه شراء منزل ويستأجرون حيث يوجد مكان العمل."
حاليًا، يبلغ متوسط مدة عقد الإيجار في أستراليا ما بين ستة إلى 12 شهرًا.
تشرح البروفيسور بيكر أن عقود الإيجار الأطول يمكن أن تساعد في تحقيق شعور الاستقرار لأولئك الذين ما زالوا يحلمون بامتلاك منزل.
"الحصول على عقد إيجار لمدة أطول يمنحك قدراً أكبر من الأمان ويعني أنه يمكنك تسجيل أطفالك في المدرسة الابتدائية المحلية وأنت تعلم أنك ستعيش دائماً في المنطقة أو الحصول على وظيفة أو حتى إدخال تحسينات على المنزل".
تقول أماندا ريشورث، وزيرة الخدمات الاجتماعية في أستراليا، إن السياسات الجديدة لابد أن تأخذ في الاعتبار رغبات الأستراليين.
"نريد أن نرى الناس يطمحون إلى امتلاك منزل إذا كان هذا ما يريدونه".
